كانت بدايات ولوجي إلى عالم الانترنت منذ زمن طويل وبالتحديد عام 2004. كان عالم الانترنت حينها شيئا جديدا، الكثير من الناس لايعرفونه بل لايعرفون حتى تشغيل الحاسوب، تلك الفترة كانت بداية ظهور مواقع الويب 2.0 ، فلا الفايس بوك ولا اليوتيوب كانا معروفين بعد. بل قد تتفاجأ إذا قلت لك أنه كان هناك موقع يشبه الفايس بوك كان الأول في ظهوره و الاكبر في عدد أعضائه: وكنت انا احد أعضائه في ذلك الوقت، هذا الموقع هو الشبكة الإجتماعية:
ماي سبايس. وعند ظهور الفايس بوك كان كنملة أمام فيل.
لكن مع الوقت زاد عدد أعضاء الفايس بوك مقارنة مع ماي سبايس وعند ذلك بدأ هذا الفايس بوك بالإشتهار في الدول العربية ومنها الجزائر، لذلك لم نسمع بـ: ماي سبايس رغم أنه الأقدم والأكبر.
بعد عام 2004 كان جلوسي على الشبكة لساعات طويلة ;عندما لا أكون على الشبكة فأنا مع أصدقائي نتحدث عنها وعن جديدها (بالاضافة لأحاديثنا عن الجنس اللطيف طبعا :) .
كانت هذه هي الحال حتى عام 2008 أين انقطعت بصفة كاملة عن الشبكة وهذا لظروف شخصية وخاصة، واكتشفت بالتجربة أن الحديث عن إدمان الإنترنت كلام فارغ، فأنا لم يقل جلوسي على الشبكة بل انقطع كليا، ومع ذلك لم أشعر بالحنين للجلوس عليها لساعات طويلة كما كنت سابقا.
تطورت الانترنت منذ ذلك الحين بشكل رهيب فاق كل التوقعات واصبح الفايس بوك هواء يتنفسه الجميع.
تزايد عدد مستخدمي اليوتيوب وكذا محتواه. وانتشرت المواقع كالفطر، وأصبح الجميع يستخدم الشبكة، كل هذا وأنا في معزل عما يدور حولي، واذا ما اتصلت بالشبكة، وهذا نادرا لا اذهب لاقف على جديد الانترنت أو أستخدم خدماته، بل كنت أزور موقعا واحدا وهو Google Maps ولا غير، مكنني ذلك من حفظ العالم مدينة مدينة وزنقة زنقة، ساعدني هذا كثيرا على فهم عالم اليوم وأسباب أزماته.
بعد صراعات داخلية مع نفسي حول تحديد هدفي في الحياة قررت في النهاية أن الهدف هو التنازل عن الأنانية والتفكير في الصالح الشخصي أو أن اكون موظفا حبيس مكتبه: وقررت أنني سأعمل لشيء واحد هو مصلحة الجزائر قبل كل شيء، وحل أزماتها والدفاع عنها من اعدائها التارخيين والجدد.
قد لا اقول لك شيئا جديدا على مسامعك إذا أخبرتك أن الجزائريين اليوم شبابا وكهولا وأطفالا باعوا الوطن وخمد عندهم الشعور بالانتماء للوطن والاعتزاز به فأصبح الجميع يلعن الجزائر ويفكر في الهرب منها. غالبا الى الجنة الاوروبية.
إن إعادة الشعور بالإنتماء لهذا الوطن والفخر به لدى الشعب والشبيبة بصفة خاصة لهو أحد أهدافي في هذه الحياة.
منذ ذلك الحين و التفكير في الصالح العام والمصالح العليا للبلاد هو شغلي الشاغل. بدأت بعدها أبني نفسي بنفسي، كان أول شيء يقف في طريقي هو عدم امتلاكي حتى ما أشتري به كتابا، أو الذهاب لمقهى الانترنت لتوسيع مداركي سواءا في التاريخ أو معرفة الشعوب ونضالها من أجل ان تكون أمة قوية في عالم لايعترف فيه الا بالاقوى.
فقررت أن اتوجه للعاصمة للعمل، وعند وصولي هناك لم يكن المال هو هدفي بل لقد كان آخر ما أهتم به، استغللت تواجدي هناك بمخالطة الناس للوقوف على ثقافاتهم وأفكارهم وطريقة عيشهم، فما تراه في العاصمة هو كل ما موجود في الجزائر كلها، ولما كان غيري يعمل صباحا ومساءا كنت انا أعمل صباحا فقط، وفي الفترة المسائية أتوجه للمقاهي و الساحات العامة أشاهد الناس كيف تعيش وأتنصت على هذا و هذا لأفهم على ماذا يتحدثون وما يثير إهتمامهم. ساعدتني هذه الفترة كثيرا على فهم واقع الجزائر وماهي هواجس شعبه. وهل هو يسير نحو الرقي ولازدهار أم إلى الهاوية والحضيض.
حينها دخل الصيف، كان هناك مالك مطعم إسمه: كمال، اكترى محلا على شاطئ البحر، عملت معه طيلة الصيف، لقد كان كمال رجل مختلف تماما عن أي أحد عرفته طيلة حياتك، وأؤكد لك ذلك، كان يلعب بالمال ويكسبه يمينا وشمالا كان رجل أعمال يمتلك الجرأة ليربح ولينفذ كل مايريد، استغللت الفرصة وأنا ذلك الطفل الذي أصبح رجلا منذ شهور قليلة، وتعلمت منه كل شيء، وكسبت منه الجرأة على فعل ماتريد دون الإهتمام بمن حولك، فإكتساب الجرأة لايكون عن طريق الجلوس في المدرسة والإستماع للأستاذ بل يكون عن طريق أكل الألم وإرتكاب الأخطاء والشعور بالخوف ومواجهته حتى تكتسب الجرأة.
ربما هذه الجرأة ساعدتني كثيرا في هذا العيد الذي مر. فرغم جهلي التام بطريقة ذبح الكبش وسلخه وربما شعوري بالشفقة وأنا أذبح كائنا حيا من الوريد إلى الوريد وأسلب منه الحياة، لكن الجرأة التي أمتلكها جعلتني أذبحه وأسلخه وحدي. وبالطبع في العيد القادم لن أنتظر إلى الظهر ليأتي من يذبح الكبش بل سأفطر عليه وسيكون كل شيء كنزهة.
وجودي طيلة الصيف مع كمال مكنني من دراسة رجل أعمال عن قرب حيث كان رجلا يعرف كيف يربح، وأناا تعلمت كيف يفكر ويعمل رجال الأعمال في العاصمة. سيساعدني هذا كثيرا لما أنطلق في نشاطي التجاري. ولما كان كمال يعرف كيف يربح كانت تجارته أكبر منه فلم يستطع مجاراتها فلقدرة البشر حدود، لذلك لما سألني أحد من عملت معهم في ذلك المحل على الشاطئ عن رأيي في كمال كان يظن أنني متذمر منه وسوف أسبه، لكنه تفاجأ لما قلت له كلمتين عجيبتين حار فيهما بل قد يكون لم يفهمهما لقد قلت له: كمال "ضحية نموه"، والمعنى أنه لما زادت تجارته كثيرا عن قدرته كبشر يومه فيه 24 ساعة، لم يستطع أن يقود كل شيء، فانهار كل شيء.
بعدما قلت له ذلك سمعت صوت ضحك خلفي، لقد كان كمال ذاته يسمعني وينتظر أن يعرف رأيي فيه، ويسمع ذمي له لكنه تفاجأ من نباهة ردي ودقته.
فقال هو أيضا كلمتين لن أنساهما ماحييت: "ميامي فنان". وكانوا ينادونني ميامي أثناء عملي هناك في محل جميل في شاطئ لامادراك الصيف الماضي. لقد قال ميامي فنان، كلمة لم تأتي من صديق فربما كان هذا الصديق يشكرك، بل كانت من رجل اعمال ذو تجارة كبيرة، رجل شاهد طيلة حياته الدنيا وألمها وشاهد عالم التجارة وإحترف فنونه.
لقد كانت هذه شهادة منه لي، شهادة أعتز بها.
لقد كان حلمي منذ أن كنت صغيرا أن تكون الجزائر دولة عظيمة. فهي دولة لها تاريخ مجيد وأبطال كتبوا مجدها بدمهم.
أصبح هذا الحلم اليوم هدفي في الحياة، وبالشباب والصحة والعقل الذي وهبنيهم ربي لن أتردد بالتضحية بهم في سبيل بلاد أحبها حد العبادة.
وجدت أن الانترنت في كل بيت ويجلس عليها كل شرائح المجتمع وبساعات طويلة، وهي وسيلة حرة لتقول فيها ماتشاء، فوجدتها أهم أداة أستعملها في طريق تحقيق أهدافي.
فعدت إليها بعد أن إنقطعت عنها فترة طويلة، لكن هذه المرة عدت إليها بكل قوة ليس للدردشة أو الجلوس على الفايس بوك لإستمالة الإناث والدردشة معهم فذلك في ذيل إهتماماتي، بل أراه إهانة لكرامة الشاب الذي أعطاه الله الصحة والنبوغ وأعطاه دولة مجيدة فيقتل وقته بالدردشة مع الإناث وتشغيل موهبة العقل العظيمة بالتفكير بهم.
في حين كان يجب أن يشغلها بالتفكير بمستقبل بلاده ووضع الحلول لأزماتها.
لقد ضغطت قطر على الجزائر لتسحب سفيرها من سوريا، لقد تجرأت قطر الحقيرة التي ليس لها تاريخ اللهم إلا صيد السمك وإحتراف فن خياطة الخيام، تجرأت على سيادتنا وحرية قرارنا، لقد مست بكرامتنا، وأنت تلعب على الفايس بوك وتبحث عن الإناث، عجب لذلك، بعض الناس مصيرهم يقرره أعدائهم وهم يلعبون ويلهون وأكبر همهم في الدنيا وظيفة ليعيشوا ويتزوجوا ويفتخرون على أصدقائهم بأسلوب حياتهم المرتفع ومعيشتهم الفخمة، هذه هي البورجوازية الحقيقية الكدح في العمل من أجل الطعام والجنس والبقاء.
لأن الانترنت قوية عملت التفكير في إستغلالها لتحقيق أسمى ما أطمح إليه في الدنيا، ولما أعملت النظر في أحسن طرق إستغلالها وجدت التدوين وسيلة ضخمة لأستغلها، لذلك فتحت مدونتي هذه كخطوة أولى في مشروع كبير لتشكيل مجتمع المدونين الجزائريين، والعمل لأكون عميد المدونين في الجزائر لنشر أفكاري ومبادئي. لهذا أنت تقرأ مدونتي هذه، فأنا لم أفتتح هذه المدونة كفضول بالتدوين أو للعب وقتل الوقت.
** اللهم كن مهنا وكن لديننا واحفظ أرضنا العزيزة واجعلنا جديرين بحمل المجد الذي بناه أجدادنا من زمن أبو مهاجر دينار وطارق ابن زياد، إلى زمن ابن باديس ومصطفي بن بوالعيد وعبد الحفيظ بوالصوف وهواري بومدين وغيرهم الكثير.